عدالة سكسونيا

يتردد على ألسنتنا كثيرا لفظ «قانون سكسونيا» الذى يرمز عادة إلى الاستخفاف بالقوانين وعدم اقامة العدل بين المواطنين،
 دون أن يعرف الكثيرون منا أن لهذا التعبير أصلا تاريخيا.. فولاية ساكسونيا هى احدى ولايات ألمانيا الموحدة الست عشرة. وعاصمتها مدينة دريسدن وكانت تشتهر خلال القرون الوسطى بصناعة أجود أنواع منتجات الصينى والخزف فى العالم، مما جعل باعة الروبابيكيا فى مصر يستخدمون النداء المعروف (سكسونيا بالروبابيكيا) فى ترويج مبيعاتهم بالمقايضة على كراكيب البيوت المصرية.. وكما كانت سكسونيا تشتهر بهذه الصناعة المتميزة، فقد اشتهرت فى ذلك الوقت أيضا بقانونها العجيب الظالم المسمى «قانون سكسونيا» والذى سنته ونفذته حاكمتها لكى تقيم العدل بين جميع مواطنى الولاية كما ذكرت ذلك لوزرائها ومستشاريها، وكان يتم بموجب هذا القانون معاقبة أى مواطن من عامة الشعب أو الفقراء عند ارتكابه جريمة ما بالجلد أو القتل وتنفذ عليه العقوبة فى يوم مشمس أمام الجميع أما إذا كان مرتكب نفس الجرم من طبقة النبلاء أو الأغنياء فتنفذ عليه العقوبة فى يوم مشمس وأمام الجميع أيضا مع تعديل بسيط فى طريقة التنفيذ حيث يأتون بالشخص النبيل أو الغني، ويكون تنفيذ العقوبة على ظل هذا الشخص وليس على الشخص نفسه فيقطعون بسيوفهم ظل الرقبة أو يجلدون بسياطهم ظل الجسد وكانت هذه هى »عدالة سكسونيا« التى صارت مثلا تستلهمه وتطبقه العديد من الأنظمة الحاكمة مع اختلاف أساليب التحايل حسب المكان والزمان
 
د/ انس عبد الرحمن

0 التعليقات:

إرسال تعليق

اكيد هستفيد برايك

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grants For Single Moms | تعريب وتطوير : باســـم .