عدالة سكسونيا

يتردد على ألسنتنا كثيرا لفظ «قانون سكسونيا» الذى يرمز عادة إلى الاستخفاف بالقوانين وعدم اقامة العدل بين المواطنين،
 دون أن يعرف الكثيرون منا أن لهذا التعبير أصلا تاريخيا.. فولاية ساكسونيا هى احدى ولايات ألمانيا الموحدة الست عشرة. وعاصمتها مدينة دريسدن وكانت تشتهر خلال القرون الوسطى بصناعة أجود أنواع منتجات الصينى والخزف فى العالم، مما جعل باعة الروبابيكيا فى مصر يستخدمون النداء المعروف (سكسونيا بالروبابيكيا) فى ترويج مبيعاتهم بالمقايضة على كراكيب البيوت المصرية.. وكما كانت سكسونيا تشتهر بهذه الصناعة المتميزة، فقد اشتهرت فى ذلك الوقت أيضا بقانونها العجيب الظالم المسمى «قانون سكسونيا» والذى سنته ونفذته حاكمتها لكى تقيم العدل بين جميع مواطنى الولاية كما ذكرت ذلك لوزرائها ومستشاريها، وكان يتم بموجب هذا القانون معاقبة أى مواطن من عامة الشعب أو الفقراء عند ارتكابه جريمة ما بالجلد أو القتل وتنفذ عليه العقوبة فى يوم مشمس أمام الجميع أما إذا كان مرتكب نفس الجرم من طبقة النبلاء أو الأغنياء فتنفذ عليه العقوبة فى يوم مشمس وأمام الجميع أيضا مع تعديل بسيط فى طريقة التنفيذ حيث يأتون بالشخص النبيل أو الغني، ويكون تنفيذ العقوبة على ظل هذا الشخص وليس على الشخص نفسه فيقطعون بسيوفهم ظل الرقبة أو يجلدون بسياطهم ظل الجسد وكانت هذه هى »عدالة سكسونيا« التى صارت مثلا تستلهمه وتطبقه العديد من الأنظمة الحاكمة مع اختلاف أساليب التحايل حسب المكان والزمان
 
د/ انس عبد الرحمن

اهمية سيناء الاستراتيجية

                        
مكن الله الانسان فى الارض ومنحه القدرات الكاملة على الحركة فيهــــا والكشف عن عناصرها لتطوير حياته واشباع حاحاته وأكد ان مواردها تكفيه مهما كثر عدده وزاد .. قال تعالى ( الم نجعل الارض كفاتــــــا )
لقد هدى الله ذلك الانسان ان يأخذ بالاسباب لسد احتياجاته من الغذاء والكساء فقال تعالى ( فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقة ..............)
كما وجهه الى البحث وإعمال النظر والعقل لاكتشاف مافيها من ثروات وكنوز , فإذا ما عانت الجماعات البشرية من الجــــوع والفقر فان ذلك يرجـــــع إلى تقاعســـها وإهمالها استثمار قدراتها وإمكانياتها المتاحــــــــــــة لهــا.
وفى وطننا مصر تقاسى جموع الشعب من هبــــوط مستوى المعيشــة ومــن المشكلات الناتجة عنها من البطالة وتفشى الجريمـة والتفكك الأســـرى والفراغ والمخدرات والانفلات الامنى والاخلاقى على مدى عقــــود طويله من الزمن وتقاصــــــرت الهمم ولم ننجح فى الدراسة والتخطيـــط لاقامــــــــة مشروعات عملاقة تستأصل هذه المشكلات من جذورها.
وغاب عنا ان ما نستثمره من ارضنا يبلغ 6% من مجموعـــة مساحتهـا وان الصحراء من حولنا تنتظر من يمد يده اليــها بالإصــلاح والتعمير وهنـــــاك . سؤال يتردد فى اذهانــــنا لماذا لم نستثمر سيناء على مر هذه العقــــود الطويلة رغم مانعانية من مشكلات وضيق .
والمتأمل فى هذا الموضوع يرى انه لايمكــــن القيــــام بهــــــذا المشــــــروع الضخم الا اذا توافر المنـــــــاخ السياســــى والامنى المستقر ,والقيــــــــــادة الرشيدة الأمينة وهذا لم يتحقق خلال العقــــود الماضية . وكانت الفرصـــــــــة سانحة بعد انتصارنا عام 1973ورجــــوع ارض سيناء كاملة الى مصر بعد اتفاقية كامب ديفيد , الا ان نظام الحكم الفاســــــد الذى ارتـــــــمى فى احضـــــــــان امريكا وتودد الى اسرائيل واهتم بكنز الثروات نهبا من موارد الدولـــــة وخطط لتوريث الحكم هذا المناخ الفاســـد لا يمكن ان يســـمح بمشــــــــروع لتعمير سيناء اذ يتعارض ذلك مع اطماع اسرائيل التى تساندها أمريكا.
وكان الرئيس المخلوع يبرر ذلك الفشـــــــل فى الاصلاح ورفــــع المعانـاة عن المواطنين بمقولة خادعــــــة هى ان كثرة النسل هى المشكلة وهى الحـــــائـل والمانع لرفع تلك المعاناة ولما قامت ثورة 25 يناير 2011 بزخ الامـــــل فى اقامة هذا المشروع ومايماثله من مشروعات تنموية ولكن كيف يتحقق هذا فى ظل الانقسام والتصارع السياسى .اننا فقدنـا عنصر الاستقرار وهو العامل الاساسى للانطلاق والمضى فى اقامة هذا المشروع ونحن ننتظر القيادة الامينة المخلصـــــة التى تمضى فى التخطيط والتنفيـذ لتحقيق هذا المشروع العملاق فمتى يتحقق ذلك ؟

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grants For Single Moms | تعريب وتطوير : باســـم .